الفريق أول هاشم عبد المطّلب في المؤتمر الصحفي للمجلس العسكري (أنقر على الصورة لمشاهدة الفيديو من الجزيرة نت) |
مع كل يوم يمر يؤكد قادة المجلس العسكري أن عقليتهم ليست عقلية تحول ديمقراطي، وأن عقيدتهم العسكرية غير وطنية بالمرة، تحتقر المواطن وتستعديه، تنشد التسلّط ولا تعرف غير العنف الجبان وسيلة، يظهر ذلك في سلوك قواتهم ولغة وأسلوب تصريحاتهم في المؤتمرات الصحفية.
بيان شرير صدر عن القوات المسلحة بالأمس تبعه مؤتمر صحفي ملئ بالخبث في لغته ومبتغاه، يحمل نفس ملامح "الإنقاذ"، يقطع الشك بأن الثورة المضادة فعلاً هي في الجيش نفسه وفي قوات الدعم السريع لا في غيرهما (غير مهمة تحليلات صراع القوى بينهما).
كُرّس المؤتمر الصحفي كلّه بالأمس لترويج الأكاذيب بصناعة وقائع وهمية عن "دوائر من المتربصين" المتوهَمين الغرض منها تبرير واقعة قتل المعتصمين بالأمس والتمهيد لاستخدام العنف ضدهم مستقبلاً.
رئيس هيئة الأركان يدفع بحجة ضعيفة ومفضوحة عن شاحنات وقود مكدّسة في منطقة قرّي (شمال الخرطوم) لا تستطيع الذهاب إلى زالنجي ونيالا (وسط وجنوب دارفور) بسبب المتاريس في شارع النيل! (هي دي نفسها نيالا التي فض المجلس العسكري اعتصام مواطنيها من أمام قيادة الجيش بالقوة قبل أسبوع وراح ضحية ذلك مواطن على الأقل).
متاريس محيطة بساحة الاعتصام (الأوروبية) - عن الجزيرة نت |
لم يتحلوا حتى بالحساسية الإنسانية الكافية للإعتراف بوجود ١٠ قتلى وحوالى ١٠٠ جريح بين المعتصمين في إشارة إستعداء وإحتقار متعمدة ومكررة للمواطن/الإحتجاج مقابل العسكري/السلطة، إحتقار عرفناه خلال ٣٠ سنة طويلة من حكم الإسلاميين ومليشياتهم.
وكالعادة أيضاً، كما كانت أيام المخلوع البشير، تأتي "الدوائر المتربصة" دائماً من دارفور أو جبال النوبة، هذا هو لا غيره ما يفهم من تصريحات رئيس هيئة الإستخبارات المركزية عن مجموعات مندسة من "الحركات المسلحة" موجودة وسط المعتصمين (نتذكر جميعاً مسرحية القبض على طلاب جامعيين من أبناء دارفور وإتهامهم بالتخريب ضمن حملات قمع إنتفاضة ديسمبر).
المجلس العسكري بالمجمل شرير النية تجاه الإعتصام وتجاه إنتقال السلطة إلى المدنيين بالأساس، ولو اتيحت الفرصة لفض الإعتصام الليلة قبل بكره لفعلوها، وها قد بدأنا نرى مرة أخرى مشاهد قتل المعتصمين السلميين، وضرب المواطنين وجلدهم بالهراوات والسياط في الشوارع في وضح النهار، وكأن برهان وحميدتي لم يتعلما شيئاً!
الإعتصام صمّام أمان الإنتصار.
المتاريس صمام أمان الإعتصام.
#تسقط_بس ✌🏽
#إعتصام_القيادة_العامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أكتب تعليقك أدناه